
أسامة داود يكتب : شجرة البترول التى أخلص لها سامح فهمى

منذ عام 2000 تم التجهيز والتخطيط لوضع أول استراتيجية لقطاع البترول.. كان سامح فهمى وزير البترول الاسبق يعلم أن تحقيق هذا الهدف يتطلب توفير مجموعة من العناصر الشبابية المتميزة علمًا وخلقًا ليكونو النواه التى تؤسس لتلك الاستراتيجية وتتابع مراحل تنفيذها عبر الدراسة والتقيم المستمر لمعالجة أى قصور والتأكد من جودة كل خطوة تمر بها مراحل التنفيذ. كان الدور الثانى بالوزارة التى تقع فى نهاية مبنى شركة انبى بمدينة نصر قد انتقلت اليه الوزارة فى بداية نفس العام قد تحول الى مطبخ تنصهر فيه كل الخبرات. كان عبارة عن غرف صغيرة تتراص على جانبى طرقات ضيقة.. بينما تتصدر المكان 4 مكاتب كبيره نسبيا يقطنها وكلاء الوزارة الذى تم إختيارهم أيضًا من الشركات ، وعلى رأسهم المهندس شامل حمدى الذى ظل وكيلا للوزارة حتى عام 2009 لينتقل لرئاسة شركة سوميد ثم المهندس شريف اسماعيل الذى أصبح فيما بعد وزيرا للبترول ثم رئيسا لوزراء مصر.. وغيرهم سوف يأتى الوقت لذكرهم. ومع هؤلاء تم التقاط عدد من الشباب لينضموا الى فريق العمل الاساسى ممن ظهر نبوغهم وتوقد اذهانهم فى مواقع العمل.. كان هدف سامح فهمى هو أن تنصهر الخبرات مع شباب يمتلكو كل وسائل التكنولوجيا. كان هدف سامح فهمى حتى يتمكن من وضع استراتيجية لقطاع البترول أن يجهز غرفة عمليات تتولى بحث ودراسة وتشريح قطاع البترول وأن يتوافر لديها كافة المعلومات للدراسة والتحليل والخروج بالبيانات والأبحاث والدراسات التى تجعل الوزير قادرا على اتحاذ القرارات الصائبة. وغرفة العمليات المشار اليها وبما تضمه من شباب أدت الى تأسيس الشركات القابضة ومنها تم وضع استراتيجية للبتروكماويات نفتخر بها اليوم وغيرها من عشرات المشروعات التى اصبحت تمثل البنية التحتية التى تؤهل قطاع البترول ليجعل مصر محورا لتجارة الطاقة العالمية. من بين هؤلاء المهندسين التقيت بالمهندس محمود أنور الذى كان قد حصل على رسالة الماجستير فى تخصص كان له أهمية كبرى كان يقطن مكتبا صغيرا فى مدخل الدور الثانى بالوزارة ، وموضوع الرسالة هو زيادة كفاءة فصل مشتقات الغاز الطبيعى "خليط الايثان بروبان" فى مجمع غازات الصحراء الغربية وهى المادة الاساسية التى أقيمت عليها شركة سيدى كرير للبتروكيماويات "سيدبك". حصلت على مختصر للدراسة التى أعجبت بها ونشرتها ضمن تحقيق صحفى احتل الصفحة الثالثة بجريدة "العالم اليوم".. وكان التحقيق يتحدث عن خطة قطاع البترول لتطوير نشاط البتروكيماويات. احتلت صورة محمود أنور صدارة الصحيفة مع صورة المهندس سامح فهمى وزير البترول.. وكنا فى جولة مع وزير البترول بالاسكندرية وكنت أتوقع غضب الوزير بعدما اتصل بى احد قيادات القطاع معاتبًا .. لكن فوجئت أثناء الجولة بالمهندس سامح فهمى يشيد بالتحقيق الصحفى وبفكرة التواصل مع الخبراء الشباب بالوزارة مؤكدا أن مثل محمود أنور هم من نؤسس من خلالهم استراتيجية قطاع البترول.. وقال ان دراسته وأفكاره ساهمت فى تعظيم الاستفادة بمشتقات الغاز بمجمع الصحراء الغربية. وبعدها تنقل المهندس محمود أنور حتى أصبح مساعد رئيس شركة جاسكو للشبكات ثم رئيسا لشركة سيناء للغاز ، ثم جاء قرار ترقيته الى نائب رئيس شركة جاسكو وانتدابة للعمل بالشركة القابضة للغازات الطبيعية "ايجاس" ، قبل أن يحال للمعاش مؤخرا . أتحدث عن محمود أنور بإعتباره من القيادات التى من حق قطاع البترول أن يفتخر بهم علمًا وخلقَا والذى تربى على أيدى رواد مثل الراحل العظيم حمدى البنبى والعبقرى المبدع سامح فهمى أطال الله فى عمره.